تسلل بعض الضوء إلى عقل (ندى)، وشعرت بقطرات الماء تنساب إلى حلقها، وصوت زوجها يقول:
- أطمئني يا حبيبتي .. أنت بخير.
فتحت عينيها ببطء؛ لتجد زوجها يقف أمامها حاملاً كوب من الماء، ومن حوله يقف عدد من الرجال يرمقونها بأشفاق..
هبت فجأة من رقدتها، وهي تصيح:
- هل رأيتموه؟ هل رأيتم الميت الحي ؟!
تبادل الرجال النظرات مع زوجها، ثم ابتسم زوجها بحنان، وهو يقول :
- لا يوجد يا عزيزتي ميت حي .
أمسكت كفه برعب، وقالت:
- لقد كان هنا، وقام باقتحام الفيلا .
جلس زوجها جوارها، وربت على رأسها بحنان، ثم قال :
- أنه ليس بميت يا عزيزتي .. أنه حي فقط .
حدقت (ندى) بوجهه غير مستوعبة ما يقول، فتساءلت متعجبة:
- ماذا تعني ؟! لست أفهم شيئاً .
تنحنح أحد الرجال، وقال بهدوء:
- أنه سجين يا سيدتي .. قاتل بمعنى أدق.. كان بسيارة الترحيلات لترحيله إلى القاهرة؛ ليتم محاكمته غداً.. لكن السيارة أختلت بيدي السائق بفعل الأمطار، وهوت متحطمة ليصاب كل من بها، ويهرب السجين إلى هنا ..
حدقت (نسمة) به غير مصدقة، وقالت:
- ولكن .. ماذا عن دائرة الضوء؟ لقد رأيت شعاع من الضوء يهبط من السماء .
عقد زوجها حاجبيه مفكراً، ثم سألها باهتمام :
- وأين رأيت ذلك الضوء ؟
أشارت بكفها إلى لا مكان، وقالت:
- هناك .. بالقرب من ساحة المقابر .
ابتسم أحد الرجال، وقال مفسراً :
- هذا مكان الحادث يا سيدتي .. يبدو أن مصابيح إضاءة السيارة توجهت نحو السماء عند إنقلابها .. لذلك ظننتي أن الضوء يهبط من أعلى ، وليس بصاعد من أسفل .
ثم هز برأسه بعدم فهم:
- لكني لا أفهم ما علاقة الضوء بما حدث .
أجابته (ندى) وهي تنهض ببطء :
- لقد ظننت أن مخلوقات فضائية قامت باحتلال جثث المقبرة .
انطلق زوجها يقهقه بقوة، وهو يقول :
- هذا سبب إفراطكِ في مشاهدة أفلام الرعب .
لكزته الزوجة بكوعها، وهي تقول :
- بل أنت السبب يا عزيزي .. أنت وهراءك عن الموتى الأحياء .
صمتت برهة ثم قالت بمرح :
- من الأحمق الذي يصدق أن هناك موتى أحياء .
نظر نحوها الجميع، وقد أرتسمت على شفاههم ابتسامة جزلة، بينما كتم زوجها ضحكته وهو يقول :
- أعتقد لا يوجد غير شخص واحد فقط يا عزيزتي .
ثم لم يستطع أن يمسك ضحكته أكثر من هذا، وأنفجر يضحك بقوة .
ساد الظلام الدامس أنحاء الفيلا ..
وفجأة..
انطلقت صرخة (ندى) ترج أرجاء المكان..
استيقظ زوجها فزعاً، وأسرع يغادر الفراش، ويهبط درجات السلم بسرعة البرق، وهو يهتف بفزع :
- ندى .. أين أنتِ ؟
جاءه صوت زوجته، هي تقول بلهجة متوترة:
أنا هنا يا عزيزي .
أضاء زوجها مصابيح الصالة، ثم اندفع نحوها يحتضنها بحنان، وسألها بقلق :
- ماذا حدث يا حبيبتي ؟
أشارت نحو شاشة التلفاز، وهي تقول :
- لقد أصابني هذا الفيلم بالرعب .
أغلق زوجها جهاز التلفاز، وهو يقول :
- ألم أقل لكِ كفي عن مشاهدة أفلام الزومبي هذه ؟
هزت رأسها نافية، وقالت :
- إنه ليس عن الموتى الأحياء يا عزيزي .
صمتت برهة ثم استطردت :
- إنه عن مصاصي الدماء.
نظر زوجها إليها بغيظ مكتوم، ولم ينبس ببنت شفة..
ثم صعد درجات السلم، وهو يلعن في سره كل أفلام الرعب، وكل الزوجات المذعورات الخائفات ..
كلهم .. بلا استثناء .
اتمنى ان القصه تكون عجبتكم
واتمنى ايضا انى اكون قدرت اقدم القصه والموضوع بشكل جيد
ودى مجرد بدايه
واوعدكم بالمزيد والافضل
ان شاء الله
تحياتى للجميع
THE LEGEND